الدنمارك بالعربي -أخبار السويد : خسر الأكاديمي مارتن وظيفته كمسؤول بسبب وباء فيروس كورونا المستجد، ثم تدهورت أوضاعه بشكل كبير ليفقد بعد ذلك بوقت قصير منزله.
وها هو الآن يعيش في خيمة في غابة خارج ستوكهولم. ويدرك مارتن أن هذا الحال لا يمكن أن يستمر حتى حلول نوفمبر/ تشرين الثاني، وأنه يجب أن يحصل على عمل قبل حلول الشتاء.
عمل مارتن الذي يبلغ من العمر 50 عامًا تقريبًا، أكاديميًا لمدة 20 عامًا في مختلف الوكالات الحكومية، فهو حاصل على تعليم أكاديمي عال. لكن بعد أن أخذ استراحة من العمل لبضع سنوات، واجه صعوبة كبيرة في العودة إلى مجال عمله. والآن في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة، يواجه مارتن صعوبة أكبر.
عاد مارتن بعد قضاء عطلة صيفية دون عمل ليحصل على وظيفة مدير في شركة نقل صغيرة ومحاسب فيها خلال العام الماضي، كل شيء كان يسير على ما يرام وكان على وشك الحصول على وظيفة دائمة، إلى أن وصل وباء فيروس كورونا إلى السويد.
يبدو أن الشركة التي عمل بها مارتن تضررت بشدة بعد أن اختفى أكبر زبون لها. وقال مارتن، “علمت أن الأمور سيئة للغاية بينما كنت أتولى أمور المحاسبة، وعلمت أن الوضع سينعكس علي سلبًت لأنني كنت موظفًا تحت الاختبار. وبالفعل كان علي أنا وشخص آخر أن نغادر أولاً.”
بعد نحو شهر تقريبًا، فقد مارتن عقد إيجاره وآثر عدم الاتصال بمركز الشؤون والخدمات الاجتماعية، لينتقل إلى السكن في خيمة في غابة خارج ستوكهولم منذ نهاية مايو/ أيار.
يعلق مارتن بالقول، “لا يكون الوضع ممتعًا عند هطول الأمطار، لكن لا مشكلة إن كنت تمتلك خيمة لائقة وحقيبة نوم جيدة، فالوضع يشبه التخييم إلى حد كبير.”
لم يحاول مارتن البحث عن سكن جديد، لأنه يعلم بأنه لا يمتلك عملًا يؤمن له المبلغ اللازم لدفع الإيجار، لذا فهو يصر على الحصول على عمل أولًا قبل التفكير في الحصول على منزل.
ويذهب مارتن إلى مركز Bocenter التابع لمدينة ستوكهولم، الذي يُرحب بالمتشردين لتناول الطعام والاستحمام والغسيل. ويقول مارتن أن هذا المركز سهل عليه الكثير، “هذا المركز شريان حياتي. الطعام والاستحمام وغسل الملابس هو بالضبط ما تحتاجه عندما تعيش في الغابة.”
ازدادت الحاجة إلى دعم المشردين خلال الوباء، بحسب تقارير SvD السابقة. في Bocenter، على سبيل المثال، لوحظ أن نفس الأشخاص يرتادون بشكل أكبر من ذي قبل.
وشوهدت مجموعات جديدة تسعى للحصول على الدعم، بما في ذلك أولئك الذين لديهم عمل مؤقت والآباء الوحيدين ذوي الموارد المالية الضعيفة.
قال يوناس ويلستراند، رئيس الرعاية الاجتماعية، إن هناك طلبًا كبيرًا للغاية على الدعم المالي هذا العام. ولوحظ ارتفاع عدد الأشخاص من الفئات العمرية المتوسطة بين الثلاثينيات والأربعينيات، حيث يفترض أنهم في منتصف حياتهم العملية ويمتلكون كافة الظروف الجيدة.
يركز مارتن حاليًا على البحث عن وظيفة ليتمكن في النهاية من العثور على سكن. لكن البحث عن عمل بطيء للغاية وسوق العمل ضعيف خلال الصيف، ولا حاجة للموظفين خلال هذه الفترة من العام.
يقول مارتن إن أزمة فيروس كورونا تجعل من الصعب تقييم المستقبل وهو قلق الآن بشأن حلول الخريف قبل أن يتمكن من تغيير وضعه.
وقال، “البديل حينها سيكون التوجه إلى الخدمات الاجتماعية، لكن لدي حاجز داخلي لذلك، فهذا ليس أنا. لقد تمكنت دائمًا من الاهتمام بنفسي وتولي أمور حياتي، الأمر أشبه بارتداء قبعة في متناول يد الجميع.”
لم يخبر مارتن والداه بوضعه، فهما يعلمان أنه عاطل عن العمل لكن لا علم لهما أنه يعيش في خيمة. فهو يصر على تحمل مسؤوليته بنفسه وأن لا يجعلهما يشعران بالقلق بأي شكل من الأشكال.
واختتم قائلًا، ،“إنه بلا ريب وضع صعب أن تكون بلا مأوى، لكن كثيرين يعيشون الآن في وضع أسوأ مني بكثير.”